فوزية طارش مديرة إدارة التنمية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية
(دبي-mbc.net) اعتبرت دوائر اجتماعية خليجية
ظاهرة الطلاق التي انتشرت أخيرًا على نطاق واسع في الدول العربية؛ مؤشرًا على تفكك
القيم الاجتماعية؛ ففي الإمارات ارتفعت نسبة الطلاق في دبي بنسبة 7%.
وتعقيبًا على هذا الموضوع،
أرجعت فوزية طارش مديرة إدارة التنمية الأسرية بوزارة الشؤون الاجتماعية بالإمارات،
في صباح الخير يا عرب الأحد 6 مايو/أيار 2012؛ ارتفاع نسبة الطلاق في الإمارات إلى
حالة الرفاهية والبذخ السائدة فيه التي جعلت الفتاة تهتم أكثر بالأمور المادية، مثل
حفل الزفاف وشكل الكوشة.
وأضافت: "على الرغم
من الرفاهية التي يعيشها الإماراتيون فإنها لا تؤدي إلى الاستقرار إن لم تُستغل جيدًا"، مشيرةً إلى الرفاهية
الطاغية في إعداد حفلات الزواج.
وأوضحت أن وزارة الشؤون
الاجتماعية أطلقت برنامج "الإرشاد الأسري" منذ عام 2008 ويهدف إلى الحد من
قضايا الطلاق، وتضمَّن كثيرًا من البرامج؛ منها المجالس الشعبية وشريك أو شريكة العمر.
وقالت إنهم بدؤوا بالمناطق
النامية البعيدة، فوجدوا أن أغلب حالات الطلاق تحدث هناك في ليلة الزفاف بسبب الاختلافات
المادية على شكل الكوشة أو الحفل، مشيرةً إلى أنهم وضعوا مبادرات وبرامج للحد من هذه
المشكلة.
وذكرت أن الطلاق المبكر
الآن يقلق كثيرًا من المسؤولين؛ بسبب الرفاهية نظرًا إلى كثرة طلبات الفتيات للموافقة
على الزواج، وهي أشياء ليست أساسية، مضيفةً أن الوافدين يختلف الأمر بالنسبة إليهم؛
فالدراسة تشغل اهتمامهم الأكبر مقارنةً بالمواطنين.
وأكدت أن أقسام التوجيه
الأسري في المحاكم تهتم بقضايا للوافدين والمقيمين؛ لأنهم يقدمون خدمة إلى الإنسان
الموجود في الإمارات بغض النظر عن جنسيته، موضحةً أن هناك حالات طلاق تقع بعد سنوات
طويلة من الزواج بسبب الخلافات.
واعتبرت أن الطلاق في حد
ذاته يمثل عبئًا ماديًّا على الدولة التي تتحمل مصاريف كثيرة؛ إذ تُسجَّل المرأة بعد
طلاقها في الضمان الاجتماعي.
ولفتت إلى أن الفتيات الصغيرات
لم تعد لديهن مسؤولية، فصارت المطلقة تنظر إلى مميزات معينة مثل قيمة الضمان الاجتماعي،
رافضاتٍ أن يعملن، مشيرةً إلى أن تفكيرهن يتمحور حول حفلة الزفاف فقط.
الإحصاءات الرسمية
ولم تعد الأسباب الطبيعية
للطلاق وحدها هي التي تتحكم في ارتفاع نسبة الطلاق، مثل غلاء المهور، والفروق الاجتماعية
والاقتصادية والتعليمية بين الطرفين، أو الزواج بأجانب، بل صار التخلي عن التقاليد
واتباع الأنماط الغربية من أبرز أسباب انتشار هذه الظاهرة، حسب نتائج إحصاءات مركز
دبي للإحصاء.
وقالت هند بومشمر مراسلة
MBC، إنه بسبب انتشار هذه
الظاهرة، تحوَّل الطلاق إلى مشكلة وطنية كبيرة تتجاوز النطاق الضيق للفرد. والشريحة
الكبرى التي تعاني الطلاق في المجتمع الإماراتي هي الشباب؛ ما أدى إلى تراجع معدلات
الخصوبة، وهو أمر في غاية الخطورة؛ نظرًا إلى قلة أعداد الإماراتيين مقارنةً بالجنسيات
الأخرى التي تعيش في دولة الإمارات.
فالمواطنون يشكلون حاليًّا
أقلية في بلادهم، وقد تتفاقم هذه المشكلة مع مرور الوقت إذا استمرت معدلات الطلاق على
ما هي عليه حاليًّا.
وحسب تقرير البرنامج، فإن
أرقام مركز دبي للإحصاء، أظهرت أن ارتفاع نسبة الطلاق في إمارة دبي وحدها خلال العام
الماضي؛ قارب 7%؛ إذ ارتفع عدد حالات الطلاق بين المتزوجين الإماراتيين من 288 عام
2009 إلى 307 عام 2011، بعدما كان انخفض إلى 280 حالة في عام 2010.
حالات الطلاق المسجلة من
المقيمين في دولة الإمارات هي أيضًا في ارتفاع مستمر، فيما سجلت عام 2010، 393 حالة
طلاق ارتفع هذا الرقم لعام 2011 إلى 445 حالة.
الخبراء الاجتماعيون يرون
أن ارتفاع المستوى التعليمي للشباب الإماراتي هو وراء تزايد نسبة الطلاق؛ فقد أثر في
نظرة الشباب التي تتسم بالحداثة في مجتمع محافظ لا يزال متمسكًا بتقاليده وعاداته،
كما أن استقلالية المرأة الإماراتية جعلتها تشعر بإمكانية العيش بدون الرجل.