دثّريني يا نفسي بالصّقيع
كي أستعيد حاجتي للدفء يشتعل في مواقد حياتي
دعي الجليد يملأ شتائي
كي يتدفّق حبّي لدنياي من كل جهاتي
أوصليني نحو حافة الموت
كي أبدأ معرفة أخرى لمعنى حياتي
خذي مني كل وقتي
كي أدرك ثمن ثوانىٍ ترحل عني
وأرتّب ما سأفعله قبل مماتي
بلا صوتٍ أحفر كلماتي فوق هذه المسافات
كي تلتهب ذات يومٍ في روحها الآهات
ويضيء في عتمة الطريق
ذاك الحجر
نفسي ثكلى بالحنين لأرضٍ ليس فيها أنينٌ يبكي كحزن المطر
لأني أدمنت الرحيل نحو الغيم
كانت ولادتي منذ البدء أكبر الخطايا
ما دمت لا أتقن التّمثيل
ولا زرع الحزن في قلوب البشر
مادامت عيناي تخونني بالدموع
لرؤية رغيفٍ ينكسر على شفةٍ جائعة
وروحي تنكسر بالهموم
لسماع نحيب طفلٍ لا يملك في وطنه
إلا تشرّده ويتمه وضياعه قوتاً حمله كباقي أوجاعه
ويبكي في سماء القهر هذا القمر
ما دامت الدنيا تهدينا في كل مساء
صلاة تأذّن للرحيل بعد وداعٍ حافلٍ بالألام لجرحٍ استعصى عن الشفاء
ما دمت أحترف البكاء
وأحترف انحناءة القلب لجبهةٍ تحمل عرق الأيام تعباً وبحثاً عن معبرٍ للعيش
سأبقى في عيون الآه جمرةً لا تهدأ عن الإشتعال
ليضيء الطريق
لأحلامٍ بشريّة وأوجاعٍ أبدية
سأبقى تلك النار الثائرة
على زوابع الظلم وسطوة الحاقدين